المشوار متعب بالكاد دافع عن مهنة التمثيل!

أخفق الكاتب فادي قوشقجي، عبر مسلسله «تعب المشوار» (عرضته قناة «أبو ظبي الأولى»)، في التأثير على عقول المشاهدين كما على عاطفتهم، عندما حاك الخيط الدرامي لفكرة ممارسة المرأة مهنة التمثيل. ويتحمّل مخرجه سيف الدين سبيعي، الآتي إلى الإخراج من التمثيل، المسؤولية مضاعفة في عدم ترميم ضعف ذاك الخيط.
وقد تجسد ذلك في أحداث المسلسل، عندما هوجمت سوزان (جيني إسبر) من والدها (زهير عبد الكريم) عند خوضها في مهنة التمثيل، على الرغم من سماحه لها بدراسة التمثيل أكاديمياً. كما هوجمت من خالتها (زوجة الأب) وشقيقها. ولم يضع الكاتب على لسانها، أو على لسان شقيقها (شادي مقرش)، أو خالها (عباس النوري) ما يشير إلى أن الممثلة ليست امرأة وظيفتها الحصرية أن تظهر بملابس فاضحة (المسألة التي أثارت حفيظة والدها).
لم ترد على لسان أي من الأبطال، أو عابري السبيل في المسلسل، أي إشارة إلى مسألة باتت تعتبر بديهية، تفيد بأن الملابس مرتبطة بنيوياً بطبيعة الشخصية التي تؤديها الممثلة، وأنها كممثلة ستؤدي في أعمال تالية شخصيات متنوعة بأزياء مختلفة، وأن أفراد المجتمع، كالأهل والجيران وأهل الحارة، سيرونها (كما اعتادوا) بملابس مختلفة، وأن مواقفهم العدائية تجاه مهنتها تستلزم المساءلة.
وقد تجلّت حدة الضعف السردي، على المستوى المذكور، في رسم الشخصية وحواراتها، عندما تشابك مع خيط درامي آخر، فاستثمره الكاتب ليحشر شخصيات أخرى في مأزق ربما لا تستطيع الخروج منه، ما سيحول مسار حياتها. فمثلاً، تأزمت العلاقة بين شقيق «الممثلة» وصديقتها (رنا شميس)، وشكّل عملها كممثلة عائقاً أمام خطبته منها، بسبب اعتراض شقيق صديقتها (باسم ياخور)، وهو صاحب التفكير التقليدي، على الارتباط به. وفي ذلك التأزم أيضاً، لم يضع الكاتب على لسانها ما تدافع به عن مهنة التمثيل. ما يعني أننا أمام ثلاث شخصيات، فضلاً عن شخصية الممثلة، أخفقت جميعها في الدفاع عن مهنة التمثيل، على الرغم من تقديم الشخصيات، بمعظمها، على أنها متعلمة، ومتنورة، وعلماً أن أحداث العمل تجري في العام 2010.
إن لم يستطع العمل الدرامي أداء تل

ك المهمة، فمن يفعل؟!