أبو عمر الغالي المـديــر الـعـام
عدد المساهمات : 346 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 26/05/1992 تاريخ التسجيل : 04/11/2011 العمر : 32 العمل/الترفيه : فني في مخبز حماه الأول
| موضوع: ( شرح سورة الفلق ) للشيخ طالب الراشدي الجمعة ديسمبر 02, 2011 12:05 am | |
| الفلق : أصله شق الشئ عن الشئ ، وفصل بعض عن بعض ، والمراد به هنا : الصبح ، وسمى فلقا لإِنفلاق الليل وانشقاقه عنه ، كما فى قوله - تعالى - : { فَالِقُ الإصباح } أى : شاقٌّ ظلمة آخر الليل عن بياض الفجر . . ويصح أن يكون المراد به ، كل ما يفلقه الله - تعالى - من مخلوقات كالأرض التى تنفلق عن النبات ، والجبال التى تنفلق عن عيون الماء . . أى : قل - أيها الرسول الكريم - أعوذ وأستجير وأعتصم ، بالله - تعالى - الذى فلق الليل ، فانشق عنه الصباح ، والذى هو رب جميع الكائنات ، ومبدع كل المخلوقات . . قل أعوذ بهذا الرب العظيم { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } أى : من شر كل ذى شر من المخلوقات ، لأنه لا عاصم من شرها إلا خالقها - عز وجل - إذ هو المالك لها ، والمتصرف فى أمرها ، والقابض على ناصيتها ، والقادر على تبديل أحوالها ، وتغيير شئونها . ثم قال - تعالى - : { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } والغاسق : الليل عندما يشتد ظلامه ، ومنه قوله - تعالى - : { أَقِمِ الصلاة لِدُلُوكِ الشمس إلى غَسَقِ الليل . . . } أى : إلى ظلامه . وقوله : { وقب } من الوقوب ، وهو الدخول ، يقال : وقبت الشمس إذا غابت وتوارت فى الأفق . أى : وقل أعوذ به - تعالى - من شر الليل إذا اشتد ظلامه ، وأسدل ستاره على كل شئ واختفى تحت جنحه ما كان ظاهرا . ومن شأن الليل عندما يكون كذلك ، أن يكون مخيفا مرعبا ، لأن الإِنسان لا يتبين ما استتر تحته من أعداء . ثم قال - سبحانه - : { وَمِن شَرِّ النفاثات فِي العقد } وأصل النفاثات جمع نفَّاثَة ، وهذا اللفظ صيغة مبالغة من النَّفث ، وهو النفخ مع ريق قليل يخرج من الفم . والعُقَد : جمع عُقْدة من العَقْدِ الذى هو ضد الحل ، وهى اسم لكل ما ربط وأحكم ربطه . والمراد بالنفاثات فى العقد : النساء السواحر ، اللائى يعقدن عقدا فى خيوط وينفثن عليها من أجل السحر . وجئ بصيغة التأنيث فى لفظ " النفاثات " لأن معظم السحرة كن من النساء . ويصح أن يكون النفاثات صفة للنفوس التى تفعل ذلك ، فيكون هذا اللفظ شاملا للذكور والإِناث . ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } أى إذا ظهر ما فى نفسه من الحسد وعمل بمقتضاه بترتيب مقدمات الشر ، ومبادى الأضرار بالمحسود قولا وفعلا . و الله أعلم .
| |
|