قصة يوسف عليه السلام ..... والعبرة حتى لاتكذب في رؤياك ؟؟
كاتب الموضوع
رسالة
ابو يحيى2009 مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 441 نقاط : 774 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 17/01/1993 تاريخ التسجيل : 03/11/2011 العمر : 31 العمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: قصة يوسف عليه السلام ..... والعبرة حتى لاتكذب في رؤياك ؟؟ الخميس يناير 12, 2012 6:16 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن والاه ...... أما بعد
كلام الله تعالى ماأجمله وأحلاه تستأنس به قلوبنا ، وتسعد به نفوسنا ، قرائتة ذكر لله ، وقصصه عبرة لنا من الله ، ووعيده تحذير لنا من الله ، وكل مافيه هو كلام الله لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه سبحان الله ما أجل الله
أخواني المسلمين:
وأنا بالمشاعر المقدسة وتحديدا بمزدلفة .... كنت أقرأ القرآن فمرت بي هذه القصة العظيمة فتوقفت هنيهة وتأملت في هذه الآيات واستحضرت علما وتفسيرا وشرحا ، فما استطاعت أن تحبس عيني الدمعه ثم طمعت بفضل الله فالتف حولي بضع عشرة رجل يستمعون شرحها بعد أن بادرتهم بالتفسير لهذه الآيات . ثم زاد طمعي جشعا فأمسكت قلما وكتبت هذه التعليقات وأردت أن يستفيد منها ملايين البشر عبر المواقع والمنتديات .
قوله تعالى: (ودخل معه السجن فتيان) هما غلامان كانا للريان بن الوليد بن شروان العمليق ملك مصر الأكبر. أحدهما : خبازه وصاحب طعامه ، والآخر : ساقيه وصاحب شرابه . غضب الملك عليهما فحبسهما .
وكان السبب فيه : أن جماعة من أهل مصر أرادوا المكر بالملك واغتياله ، فضمنوا لهذين مالا ليضعا السم في طعامه وشرابه ، فأجاباهم ، ثم إن الساقي نكل عنه ، وقبل الخباز الرشوة فسم الطعام .فلما أحضر الطعام والشراب
قال الساقي: لا تأكل أيها الملك فإن الطعام مسموم .
وقال الخباز : لا تشرب أيها الملك فإن الشراب مسموم .
فقال الملك للساقي : اشرب فشربه فلم يضره . وقال للخباز : كل من طعامك : فأبى فجرب ذلك الطعام على دابة فأكلته فهلكت ، فأمر الملك بحبسهما .
وكان يوسف حين دخل السجن جعل ينشر علمه ويقول : إني أعبر الأحلام .
فقال أحد الفتيين لصاحبه : هلم فلنجرب هذا العبد العبراني ، فتراءيا له فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا.
قال ابن مسعود : (ما رأيا شيئا وإنما تحالما ليجربا يوسف.وقال قوم : بل كانا رؤيا حقيقة)
فرآهما يوسف وهما مهمومان ، فسألهما عن شأنهما ، فذكرا أنهما صاحبا الملك ، حبسهما وقد رأيا رؤيا غمتهما . فقال يوسف: قصا علي ما رأيتما ، فقصا عليه .
قال أحدهما: وهو صاحب الشراب (إني أراني أعصر خمرا) أي : عنبا .
سمى العنب خمرا باسم ما يئول إليه ، كما يقال : فلان يطبخ الآجر أي : يطبخ اللبن للآجر. وقيل : الخمر العنب بلغة عمان
وذلك أنه قال : إني رأيت كأني في بستان ، فإذا بأصل حبلة عليها ثلاث عناقيد من عنب فجنيتها. وكان كأس الملك بيدي فعصرتها فيه وسقيت الملك فشربه.
وقال الآخر : وهو الخباز (إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه) وذلك أنه قال : إني رأيت كأن فوق رأسي ثلاث سلال فيها الخبز وألوان الأطعمة ، وسباع الطير تنهش منه)
قوله: (نبئنا بتأويله) أي أخبرنا بتفسيره وتعبيره وما يئول إليه أمر هذه الرؤيا .
قوله: (إنا نراك من المحسنين) أي العالمين بعبارة الرؤيا ، والإحسان بمعنى العلم وقيل معنى (المحسنين) فإحسانه ، أنه كان يعود المرضى ويداويهم ويعزي الحزانى ورى عن الضحاك بن مزاحم قال : (كان إذا مرض إنسان في السجن عاده وقام عليه ، وإذا ضاق عليه المجلس وسع له ، وإذا احتاج جمع له شيئا ، وكان مع هذا يجتهد في العبادة ، ويقوم الليل كله للصلاة)
قال البغوي (ويروى أن الفتيين لما رأيا يوسف قالا له : لقد أحببناك حين رأيناك. فقال لهما يوسف : أناشدكما بالله أن لا تحباني ، فوالله ما أحبني أحد قط إلا دخل علي من حبه بلاء. لقد أحبتني عمتي فدخل علي بلاء ، ثم أحبني أبي فألقيت في الجب ، وأحبتني امرأة العزيز فحبست. فلما قصا عليه الرؤيا كره يوسف أن يعبر لهما ما سألاه لما علم في ذلك من المكروه على أحدهما. فأعرض عن سؤالهما وأخذ في غيره في إظهار المعجزة والدعاء إلى التوحيد. ووحدانية الله جل وعلا ونبذ كل مايعبد من دون الله ثم شرع في التفسير فقال:
(يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا) وهو صاحب الشراب يسقي ربه يعني الملك ( خمرا ) والعناقيد الثلاثة ثلاثة أيام يبقى في السجن ثم يدعوه الملك بعد الثلاثة أيام ، ويرده إلى منزلته التي كان عليها
(وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه) يعني : صاحب الطعام فيدعوه الملك بعد ثلاثة أيام. والسلال الثلاث الثلاثة أيام يبقى في السجن ، ثم يخرجه الملك فيصلبه فتأكل الطير من رأسه.
قال ابن مسعود : لما سمعا قول يوسف قالا ما رأينا شيئا إنما كنا نلعب ، قال يوسف: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) أي : فرغ من الأمر الذي عنه تسألان ، ووجب حكم الله عليكما الذي أخبرتكما به ، رأيتما أو لم تريا)
ثم أعلمهما أن هذا قد فرغ منه ، وهو واقع لا محالة; لأن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر ، فإذا عبرت وقعت. __________________________________________________ _________________________________________________
هذه القصة العظيمة التي حصلت ليوسف عليه السلام وهو في السجن مع أعوان الملك يستنبط منها فوائد:-
1- أن قصص القرآن الكريم يسردها الله تعالى في كتابه هي للعبرة والعضة كمال قال تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) الاية
عبرة لأولى الأباب : أصحاب العقول. ولكن تصديق الذي بين يديه: أي : من الكتب المنزلة من السماء، وهو يصدق ما فيها من الصحيح ، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير،ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير. وتفصيل كل شيء : من تحليل وتحريم ، ومحبوب ومكروه ، وغير ذلك وهدى ورحمة لقوم يؤمنون: تهتدي به قلوبهم من الغي إلى الرشاد ، ومن الضلالة إلى السداد. وتحصل الهداية بتنبيه الناس أن لايسلكوا مسلك من قبلهم من الغواية والضلال .
2- لابأس للمعبر الذي يملك ملكة في العلم والمعرفة أن يخبر الناس عن علمه ليستفيد الناس منه .
وهذا هو تزكية العلم وليس العالم بمن يتعلم ليجمع علما لايستفيد منه الناس فمثله كمثل ماء راكد لايجري فهذا يعفن وتصدر منه روائح كريهه. أما النهر الجاري فهو رزق لعباد الله يصيب منه كل بيت وقرية وشعب حتى مخلوقات الله الأخرى ويوسف عليه السلام عندما دخل السجن كان ينشر علمه ويقول إني أعبر الأحلام كما ذكر المفسرون. وهنا نصيحة للجميع لمن أراد أن يفسر الأحلام ليخبر الناس عن علمه ومشائخه ومعرفته وإسمه؟ وليس حديثي عن من يعرفون بعلمهم ومشهود لهم إنما أقصد من لانعرف من تفسيره الا الكنية التي يتسمى بها . وهذا يصطاد في الماء العكر ، فما إن يفضح جهله وقلة معرفته حتى يدخل بإسم وكنية أخرى . وقديما قال علمائنا ومحققونا أنه لايجوز شرعا أخذا العلم الإ من عرف علمه وشهد له بالعلم . حفظا وصيانة للدين وقد قال الله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) وحدد سبحانه أهل الذكر وهم أهل العلم والله أعلم.
3- حرص نبي الله عليه السلام على الدعوة الى التوحيد والعقيدة الصحيحة عندما أنتقد جميع من كان في السجن فقال (ماتعبدون من دون الله الا اسماء سميتموها أنتم وآبائكم).
4- خروج نبي الله يوسف عليه السلام عن الموضوع الذي سأل عنه الفتيان وإقباله عليهم بالدعوة الى توحيد الله وهذا دليل على جواز إقبال العالم بالمخاطبة للسائل . وإقباله بالسؤال لهم .
والفائدة الأخرى : أن يستغل العالم إنتباه السائل وحاجته للإجابة فيبدأ بدعوته ونصيحته عن الأمور العظيمة التي يقع فيها قبل إجابته للسؤال ، لأن السائل أقرب مايكون للتأثر والطاعة.
قال إبن كثير: (لما رأى في سجيتهما من قبول الخير والإقبال عليه ، والإنصات إليه ، دعاهم الى التوحيد ، ولهذا لما فرغ من دعوتهما ، شرع في تعبير رؤياهما)
5- جواز طلب المعبر ممن طلب منه التعبير أن يخدمه أو يقدم له مساعدة إذا علم مقدرته عليها. وتكون بأسلوب الطلب والرغبة وليس بأسلوب الشرط والمقابلة، وأن تكون بعد تعبيره للرؤيا .
6- قوله تعالى (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) أي وقع ووجب حكم الله عليكم. فإن الفتيان أخبراه عن رؤيا لم يرياها فلما فسرها لهم، قالا إنما كنا نلعب!! لما رأيا من العذاب وماسيحل بهم .. فرد عليهم: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) أي: فرغ من الأمر الذي عنه تسألان ، ووجب حكم الله عليكما الذي أخبرتكما به كما ذكر إبن مسعود ونقلناه سابقا
وذلك تأكيد لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (الرؤيا على رجل طائر ما لم يتحدث بها فإذا تحدث بها سقطت) رواه أبواود والترمذي والحاكم وهو صحيح
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني تعليقا على الحديث : الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما ُتعبر، ولذلك أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو محب ؛ لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها ؛ فتقع على وفق ذلك ، لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه ، وليس خطأ محضا ، وإلا فلا تأثير له حينئذ والله أعلم .
7- حرمة الكذب على الله تعالى بالرؤيا لأنه كذب على جنس النبوة .
وقد ورد في ذلك حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم لبيان حرة ذلك والوعيد الشديد
الحديث الأول :عن إبن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من تحلم بحلم لم يره كلف أن يقد بين شعيرتين ولن يفعل) رواه أحمد والنسائي من رواية قتادة رضي الله عنه. وجاء في رواية أخرى عن أبي هريرة: (مَن كذب في رؤياه)
شرح الحديث: ومعنى: من تَحلَم أي من تكلف الحلم هذا. قال إبن كثير (قال إبن أبي حمزة : أنما سماه حلما ولم يسمه رؤيا لأنه أدعى أنه رأى ولم يرى شيئاً فكان كاذبا ، والكذب إنما هو من الشيطان والرسول صلى الله عليه وسلم قال : (الحُلْم من الشيطان) كما جاء في حديث أبي قتادة، وماكان من الشيطان فهو غير حق. ) إنتهى كلامه
قوله (كلف أن يعقد بين شعيرتين) : أي: يُكلف أن يعقد حبتي شعير يوم القيامة.
ومعنى العقد بين شعيرتين : أي أن يفتل إحداهما بالأخرى وهو مما لايمكن عادة مهما حاول وتحايل ، وهذا نوع عذاب. وفي رواية عباد بن عباد عن أيوب عند أحمد (عذب حتى يعقد بين شعيرتين وليس عاقداً) والمراد بالتكليف نوع من التعذيب
قال الطبري: إنما أشتد فيه الوعيد من أن الكذب في اليقظة يكون أشد مفسدة منه إذ قد تكون شهادة في قتل أوحد أو أخذ مال ، لأن الكذب في المنام كذب على الله تعالى أنه أراه مالم يره ، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين
وإنما كان الكذب في المنام كذبا على الله لحديث : (الرؤيا جزء من النبوة) وماكان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى). إنتهى
قال صاحب كتاب تحفة الأحوذي عن الحكمة من هذا العذاب : فإن قيل: إن كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته، فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخبر أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحياً، والكاذب في رؤياه يَّدعي أن الله تعالى أراه ما لم يره، وأعطاه جزءاً من النبوة لميعطه إياه، والكاذب على الله تعالى أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه. أ.هـ.
الحديث الثاني : وعن ابن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مِن أفرى الفرى أن يري عينه ما لم تريا) رواه البخاري وفي رواية: ( مالم تر).
شرح الحديث:-
أفرى : بمعنى أفعل منه للتفضيل أي أكذب وأعظم الكذبات والفرى بكسر الفاء والقصر جمع فرية ، وهي الكذبة العظيمة
قال ابن بطال :الفرية الكذبة العظيمة التي يتعجب منها.
وقال الطيبي: فأرى الرجل عينيه ووصفهما بما ليس فيهما قال : ونسبة الكذبات إلى الكذب للمبالغة نحو قولهم ليل أليل فيقول الكاذب : رأيت في النوم كذا ، ولم يكن رأى شيئا ; لأنه كذب على الله، فإنه هو الذي يرسل ملك الرؤيا ليريه المنام
هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبة وسلم
__________________________________________________ منقول كتبه الفقير الى الله عبدالجليل الشمري وذلك في مزدلفة ليلة العاشر من شهر ذي الحجه في الساعة 11:25ليلا
قصة يوسف عليه السلام ..... والعبرة حتى لاتكذب في رؤياك ؟؟