منتديات الحيتان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحيتان

منتديات الحيتان
 
الرئيسيةالموقع الرسميأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخولمركز تحميل الملفات والصور
إعلان : التسجيل مفتوح حالياً للأعضاء يرجى التسجيل ببريد إلكتروني و يفضل أن يكون هوتميل ولكم تحيات إدارة الموقع
إعلان : باب الإشراف مفتوح في منتديات الحيتان يرجى إلى من يملك الخبرة في الإشراف التقدم لطلب الإشراف في القسم المخصص له

 

  كـــــــان مــؤلمــــــاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحيتان
حوت فعال
حوت فعال
الحيتان


ذكر عدد المساهمات : 148
نقاط : 205
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 23/10/1991
تاريخ التسجيل : 03/11/2011
العمر : 33
العمل/الترفيه : طالب

 كـــــــان مــؤلمــــــاً Empty
مُساهمةموضوع: كـــــــان مــؤلمــــــاً    كـــــــان مــؤلمــــــاً Emptyالخميس يناير 19, 2012 1:46 am

كان حبيبها يوماً ...

مرّ وقتٌ طويل قبل أن تراه .. واليوم رأته وهو أبٌ وزوج ..


صُدم لرؤيتها أكثر منها مع أنها كانت معه دائماً وكان يسكنها دائماً ..

موقفٌ كانت مدته ثانيتين ولكن بالنسبة لها كان سنيناً

للحظة ..
فقدت توازنها وشعرت بصغر حجم الكرة الأرضية وبأن الناس اختفوا جميعاً بما فيهم زوجته وطفله ..

لم ترى أحداً سواه ..

اعتقدتْ يوماً من الأيام أنها أقوى وأشجع وأنها تستطيع إن قابلته أن تسلّم عليه وتحتضن طفله وتبارك لزوجته ذاك الرجل الذي لن يتكرر في حياتها..

ولكنها كانت أضعف .. واكتشفت بألم أنها ما زالت تحبه ..!


نحن غالباً ما نهرب من حقائق كثيرة داخلنا
نحاول دفنها حية .. خوفاً أن تجرّ ورائها مشاعر وأحاسيس قد لا نستطيع التحكم فيها يوماً ..


تناست وتماسكت واخفت جميع مشاعرها حتى تعود للمنزل
كانت تواري نظرتها لأي أحد خوفاً أن يلمحه الناس في عيونها التي طالما خبأته داخلهما طويلاً ..

خلال ساعة من المسير خلف آثار أقدامه كانت تستعرض شريط قصتهما معاً

عشر سنين من العشق النقي ..القوي

كانت حبه الأول وكان حبها الحقيقي ..

فرحت

وحزنت

وضحكت

وبكت

وجنّت

وعقلت

وكبرت

ونجحت

وخسرت

وصمتت

وصمتت

وصمتت كثيراً في حبه

دخلت حياته فجأة وقلبت أحلامه وغيّرت شخصيته وراح الكل يلاحظ كم تبدلت أحواله وكم ملأت السعادة عيونه

فقد كان لحبها في قلبه أثر السحر

تصرفاته وكلماته وضحكاته وحركاته وحتى أفكاره كشفت عشقه السري لتلك الأميرة ..

وأصبح من حوله يستحلفونه بحبه لها وكان لا يردُّ أحداً لذلك ..

أحبها بجنون وعشق لأجلها كل تفصيلٍ يتعلق بها

أحجار منزلها .. حروف اسمها .. وأيّ شيء يخصها وتحبه

كان يراها بعينٍ تختلف عن كل الناس ولأجلها كان يستعد للموت

وهي عشقته أكثر وضحّت به لأجله

.. وآثرت أن تتعذب ألف مرة على أن يُصاب بمكروه ..

فمن يوم لقاءهما والقدر يعاند هذا الحب .. أتت جميع السفن بعكس ما يشتهون ..

رغم كل هذا صمدوا عشر سنين
ولكن لابد للأيام أن تدور وأن نرى الواقع بعين الواقع وأن تتوقف الأحلام الوردية ونعترف بأن الأسود والأبيض هما لون الحقيقة ..

عادت إلى المنزل لترتمي مجدداً في حنينها إليه
كانت تخبأ عطره دائماً وتهرب منه لتجد نفسها مغمورة به ..

نعم ذلك العطر الذي يحمل وفاءً لا يحمله البشر
ذلك العطر الذي يطرق أبواب ذاكرتها كل يوم ويستعرض أمامها ذاك الحب الضائع كل يوم ويكسر قلبها كل يوم..


يوماً .. سئمت حالتها مع ذلك العطر وقررت كسر زجاجة الماضي لترتاح من رائحة الذكريات ..

لكنه القدر
بعد شهرٍ تقريباً تلقت هدية من صديقةٍ لها في عيد ميلادها
زجاجتي عطر (نسائي ورجالي) تحملان اسم عطره !!


سخرت من ذلك القدر وسخرت من نفسها وبكت طويلاً على حبه الذي لا يريد أن يفارقها


بعد ذلك اللقاء وبعد أن كان قلبها يتماثل للشفاء منه , عادت لتسقم بحبه من جديد

وكانت تقنع نفسها كل يوم أنها ستنسى وأنه لم يعد يخصها وأن طفله أحقّ أن يفكر به وأن يمنحه حنانه ..

فهي أصبحت ماضي والماضي ذكرى وليس واقعاً

أكملت أيامها بالروتين نفسه ..
المنزل .. الدراسة .. العمل .. وذكرياتها معه..

لم تكن تسمح لنفسها أن تفتح باباً للأمل
كان قلبها مغلقاً ممهوراً بخاتم حبٍ قديم .. تعرف تماماً أنه لن يعود .

صادفها كثيرٌ من الناس وأحبها كثير ولكنها أبت ورفضت وأكتفت بوحدتها واتخذت في الحياة رسالة أخرى

وهي رسالة التعليم إلى جانب دراستها الجامعية
فقد كانت معلمةً في روضة أطفال فهي تعشقهم كثيراً وطالما حلمت أن تكون معهم.

وكان له بكل أحلامها طرفاً أو خيطاً حتى أصبحت تتمنى أن يكبر طفله وتكون هي معلمته!!

لا أدري ما هذا ؟؟ وكيف يكون مثل ذلك الحب في أيامنا هذه
قد اتهمها بالجنون أو بالغباء!

فكيف لنا أن نتعلق ببقايا زجاجٍ كان كأساً يوماً ما ؟؟!!

كيف يمكن أن نبقى على أملٍ بغدٍ نعلم أنه لن يأتي؟؟!!


بقيت نغم بخير ( كما تدّعي ) حتى أتى ذلك اليوم..
كانت تلعب مع الأطفال وترسم لهم ..

طُرق الباب وأمرت بالدخول ..

لم تكن تتخيل أنها قد تقابله في مكانٍ كهذا !

دخل الصف مبتسماً

صُدمتْ ..لا بل صُعقتْ

أخذ الصمت صوتها وكانت تشعر أنها تحلم

ما الذي جاء به ؟
وكيف عرف أين تعمل ؟
والأهم ماذا يريد؟؟؟

سيطرت على نفسها وبادلته التحية وسألت:

بماذا أستطيع مساعدتك؟

فوجئ بسؤالها وقال:

نغم ألم تعرفيني؟

كان لاسمها بصوته وقعٌ خاص جداً وذكرياتٌ ولا أروع..

تماسكت وقالت:
بلى ..ولكن بماذا أستطيع مساعدتك؟

زعم أنه يرغب بتسجيل ابن أخته بالروضة وأنه علمَ أنها معلمةٌ ممتازة ويرغب أن يكون بصفها ..

قالت:
عذراً .. هذا الأمر ليس من اختصاصي راجع الإدارة لو سمحت !

كانت تُرغم نفسها على ذلك الجفاء وفي واقع الشعور أرادت أن ترتمي بين يديه وتبكي على صدره طويلاً..

ولكن لا حق لها به ولا حق لها بالحلم أيضاً..

خرج غاضباً وشعر أنها ربما أهانت كرامته أو أنه أهان نفسه بالحضور إليها

ربما كان ينتظر غير ذلك الاستقبال وتوقّع من حبها السابق له أن تسعد برؤيته لا أن تقابله بذاك البرود.


هي ليست غاضبةً منه ولا حتى تحمل له بقلبها شيئاً من الحقد
على العكس لأنها تحبه كثيراً تتمنى أن يسعد مع عائلته وأن تكون هي بعيدةً تماماً .

لم يكونا مدينين باعتذارٍ لبعضهما أبداً
فحكايتهما انتهت من دون نهاية ..

كان يجب أن يفترقا .. وافترقا

دون جدالٍ أو خيانة أو خداع ودون أيّ اتفاق

تعبا من طول المعاناة مع القدر وكانا أكبر من أيّ مغامرةٍ تهدم حياتهما وحياة عائلتهما.


لم تكفّ عن البكاء يومها
فالذي آلمها أنها رأت نفسها في قلبه ورأت ذلك الحب مازال يتقدُ لمعاناً في عيونه وأن شوقه كان يقفز من صوته ليقع في قلبها..

لم يستطع نسيانها .. أيعقلُ هذا؟

لماذا تزوج إذاً؟

هل حاول أن ينساها بزوجته ولم يستطع؟

هل كان يقصد بزواجه الأبوة فقط؟

فهي تعلم تماماً كم كان يحب الأطفال وكم كانا يحلمان بأطفالهما..

هل زوجته امرأةٌ غبية أم أن حبيبته فعلاً امرأة لا تُنسى؟


نغم لم ترى وجهها ذلك اليوم ولكن تعتقد بأنها جميلة
فهو ذو ذوقٍ خاص بالنساء ولا يفتنه إلا الجمال الواضح ولهذا السبب نغم أخذت قلبه من أول مقابلة ..
فهي ذات جمال باهر !


انتهى دوامها وكانت تفضل يومها أن تعود لمنزلها دون سيارة الروضة
فضّلت أن تمشي قليلاً وبدأ المطر بالسقوط

إنها لا تحب المطر ففي حباته قصتها مع ذلك الحب
وفي رائحته ذكرياتها ودموعها ..

يوم عرسه هطل المطر أيضاً ..وبغزارة !
لا يمكن أن تنسى ذلك اليوم!

كانت نغمصديقةً لأخته وقد دعتها لعرسه وأحضرت لها بطاقة دعوة..
كانت تحبها كثيراً وتحاول أن تساعدها لتنساه

كُسر قلبها ألف مرةٍ ليلتها ومشت طويلاً تائهة لا تعرف أين تذهب..؟

ضاقت بها الشوارع والأزقة وبللها المطر حتى كرهت حباته وكرهت ساعة سقوطه..

يومها أصيبتْ بانهيارٍ عصبي ولم تنم لأسبوعين ..
تناولت الكثير من الأدوية ثم بدأت تتماثل للشفاء بعد أن تحطمت السعادة داخلها وأقفلت بحزنٍ عليه داخل قلبها.


وصلت منزلها وهي تسترجع كل تلك الذكريات ..

بدّلت ملابسها وقررت أن تُخرج نفسها من ذلك الحزن وأن تفعل شيئاً تحبه ويساهم في تعديل مزاجها

ذهبت للسوق وقررت أن تشتري لتلاميذها الأطفال هدايا وألعاب فهي تفرح لسعادتهم وتنسى همومها معهم ..

وفعلاً ذهبت لمحلٍ راقٍ جداً واشترت كثيراً من الهدايا الملونة والألعاب اللطيفة وقدمتها في اليوم التالي للأطفال وفرحوا بها كثيراً.

عادت للمنزل بمزاجٍ أصفى وقررت أن لا تفكر بشيء..

رنّ الهاتف فأجابت

سيدةٌ لطيفة إستأذنتها لزيارةٍ قصيرة وطلبت أن تشرب معها القهوة وادعت أنها والدةُ أحد الطلاب الروضة ..

لم تتعود نغم مثل تلك الزيارات من أحد ولكنها رحبت بها بكل سرور وقالت:
سأنتظركِ بعد غد السابعة مساءً

ارتابت نغم من تلك المكالمة ولكنها قررت أن تنتظر لتعرف اليقين ولا توقع نفسها في الشكوك والحيرة

أتى موعد الزيارة وتهيأت نغم لتلك الضيفة..

فتحت باب المنزل وشاهدت سيدة جميلةً جداً تحمل طفلاً !

رحبت بها برقيٍّ واضح وكانت السيدة تتأملها بدهشة وتنتبه لكل تفاصيلها!!

سألت نغم عن اسم طفلها التي زعمت أنه طالبٌ في صفها
صمتت السيدة وقالت:

اعذريني فقد كذبت عليكِ
أنا لستُ والدةً لأي طفلٍ عندكِ بالروضة ..أنا زوجة قيس


سألت نغم من قيس؟؟؟؟؟؟ وصمتت والدهشة تكاد تقتلها

أجابت السيدة:

نعم قيس...من كنتِ تحبين...!!!

لا يمكن أن أتخيل الموقف ..قد يكون أصعب من يوم لقاءها به؟؟
تظاهرتْ بالقوة وسألتها
ماذا تريدين؟

قالت:
قيس حكى لي كل شيء وروى قصة عشقكما الرائعة ولأنني أحبه بصدق...
ولأنني أمٌ لطفله ليس لدي مانع أن تكوني شريكتي به !!!!!!!!

قالت تلك الكلمة واختنق صوتها..

نغم كادت أن تُجنّ...
يا إلهي ماذا تسمع؟؟

وما الذي يدفع سيدة مثلها أن تقول هذا الكلام وأن تطلبها ( ضرةً لها ) !!!!

لا بد أنها تحبه بجنون وتأبى أن تفقده حتى لو عرفت أن قلبه ليس لها..

هل هي تضحيةٌ أم غباء؟؟

هل فضّلت أن يتم كل شيء برضاها ؟؟

وما الذي أوحى لقيس أن نغم يمكن أن تقبل أن يشاركها أحدٌ فيه وهو يعلم غيرتها وجنونها به..

ويعلم تماماً رأيها بمثل تلك الأفكار..

هي تفضّل أن تموت ألف مرةٍ من حب ..ولا أن تُذِل قلبها لمثل ذلك الموقف

سيطرت على أعصابها وأمسكت دموعها وقالت:

سيدتي أحترم حضوركِ إلى منزلي وأحترم سعةَ صدركِ وأحترم حبكِ لقيس
هذا الحب الذي يجعلكِ تضحين بكل شيء أمامه..

ولكن أودّ أن تعلمي أن قيس هو بالنسبة لي ماضٍ جميل ..
ذكرى عطرة تُدفئ قلبي من وقتٍ لآخر ..

قيس هو ذكرى فقط !

ابتلعت ريقها وأخذت نفساً عميقاً وتابعت :

أتمنى لكما السعادة وأتمنى أن تعيشا في حبٍ وهناء وأن تربيا طفلكما بكثيرٍ من الحب والتفاهم
أشكر زيارتك الغالية وهنيئاً له بزوجةٍ مثلك

بدا الفرح واضحاً في عيون الزوجة التي لم تتوقع أن تسمع هذه الكلمات وخصوصاً أن قيس أخبرها عن حب نغم الكبير له وحدثها عن مدى إخلاصها وتعلقها به ..

اعتذرت السيدة واستأذنت للذهاب دون أن تنطق بحرف
قبّلت نغم الطفل الصغير وتمنت لهما الخير ..


هي لم تصدق نفسها ماذا فعلت ولا من أين أتت بكل تلك القوة لتتحدث معها بهذه الطريقة..!

بكت كثيراً وأغرقت وسادتها بالدموع ولكنها لم تندم لحظةً على رغم حبها الكبير له على ما قالته لزوجته.


لم تكن تعلم أن تلك الزيارة قد تكون مفيدة لهذه الدرجة
فقد أصبحت أقلُ تفكيراً به وانحصر تفكيرها بطفله وزوجته وكيف أنها من المستحيل أن تهدم تلك الخلية السعيدة

ومع مرور الأيام بدأت تتعافى منه تدريجياً وخصوصاً بعد أن فتحت أبواب قلبها لرجلٍ طالما أحبها كثيراً دون أن تدري ..
أستاذٌ في الجامعة
يحبها كثيراً ولكنها كانت تغلق عيونها عنه بسبب حبها لقيس ولكن بعد الذي طرأ على حياتها قررت أن تعطيه الفرصة ..

شُغلت به وأعطته كل وقتها واستبدلت عطر قيس بعطر حبٍ جديد ملأها سعادةً وتفاؤل

وأيقنت أن الرضا هو أثمن ما قد يملك المرء في حياته.


بعد عامٍ ونصف وفي المكان ذاته..
صادفت نغم قيس وزوجته وطفله..

ولكنها في هذه المرة اقتربت وصافحت زوجته وألقت عليهما التحية وزفّت لهما خبر خطوبتها من أستاذها بالجامعة

وانصرفت مبتسمةً تُطالع النجوم بأمل وتحمد الله على حبيبها الجديد الذي لن تمنح الحب إلا له..


أعتقد أنه .. كان مؤلماً
ولكن هذه المرة كان مؤلماً لقيس وليس لنغم !
وخاصةً عندما رآها فراشةً تطير فرحاً بحبها الجديد

وعندما عَلِمَ أن عطره لم يعد يأسرها كما كان

وأنها سلّمت قلبها لرجلٍ آخر..

وأنها لن تنتظره بعد الآن أبداً..

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كـــــــان مــؤلمــــــاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحيتان  :: الاقسام العامة :: منتدى القصص و الروايات-
انتقل الى: