حرف الباء
تأتي الباء المفرطة على وجهين :
أولاً : حرف جر أصلي في المواطن الآتية :
1 ـ حرف جر للإلصاق ، سواء أكان الإلصاق حقيقياً ، نحو : أمسكت الحبل بيدي أي ألصقتها به ، ومنه قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل )(1) .
وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )(2) .
أم مجازياً ، نحو : مررت بزيد ، والمعنى التصق مروري بموقع يقرب منه .
ومنه قوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون )(3) .
وقوله تعالى ( حتى يأتي الله بأمره )(4) .
2 ـ للاستعانة ، نحو : كتبت بالقلم .
ومنه قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر )(5) .
وقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
وقوله تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه )(6) .
3 ـ للتعدية : وهي الباء التي يتوصل بها الفعل اللازم إلى المفعول به ، وتقوم مقام الهمزة ، نحو قوله تعالى ( ذهب الله بنورهم )(7) .
وقوله تعالى ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم )(
.
4 ـ للتعليل : وتعرف بباء السببية .
نحو قوله تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم )(9) .
ـــــــــــــ
(1) البقرة [42] (2) المائدة [6] (3) المطففين [30] .
(4) البقرة [109] (5) البقرة [153] (6) الأنعام [38] .
(7) البقرة [17] (
البقرة [30] (9) المائدة [13] .
الباء
وقوله تعالى ( أخذته العزة بالإثم )(1) ، وقوله تعالى ( إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل )(2) ، وقوله تعالى ( ما خلقناهما إلا بالحق )(3) .
5 ـ للبدلية أو التعويض : وهي الباء التي يمكن استبدالها بكلمة ( بدل ) ، كقوله تعالى ( يشترون الحياة الدنيا بالآخرة )(4) .
وقوله تعالى ( ولا تشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً )(5) .
6 ـ وتأتي للتبعيض : وهي المتضمنة معنى ( من ) ، نحو قوله تعالى ( عيناً يشرب بها عباد الله )(6) ، وقوله تعالى ( إنما أنزل بعلم الله )(7) ، وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم )(
، فيمن فسر الآية ببعض رؤوسكم ، وهو مذهب الشافعي ، والصحيح أن الباء في الآية للاستعانة ، فإن ( مسح ) يتعدى إلى مفعول به ، وهو المزال عنه ، وإلى آخر بحرف الجر وهو المزيل ، فيكون التقدير " فامسحوا أيديكم برءوسكم "(9) . وقيل الباء فيها للإلصاق ، ومنه قول عنترة :
شربت بماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم
والمعنى : شربن من ماء الدحرضين . ومثله قول أبي ذؤيب الهندلي * :
شربت بماء البحر ثم ترفعت متى لجج ، خضر لهن نئيج
ـــــــــــــ
(1) البقرة [26] (2) البقرة [39] (3) الدخان [54] .
(4) النساء [73] (5) المائدة [44] (6) الإنسان [6] .
(7) هود [14] (
المائدة [6] .
(9) أنظر البرهان للزركشي ص 257 .
* أبو ذؤيب الهندلي : هو خويلد بن خالد بن محرز ، ويقال بن محرث زبيد بن مخزوم الهذلي ، أحد الشعراء ، عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، ومات في إحدى غزوات أفريقية ، وقيل خرج مع ابن له وابن أخ فغزوا أرض الروم مع المسلمين ومات هناك بعد أن قفلوا عائدين ، كان شاعراً فحلاً لا غميرة فيه ولا وهن ، وكان متقدماً على شعراء هذيل بقصيدته التي يرثي فيها بنيته .
الباء
7 ـ وتكون للاستعلاء وهي الباء ، المتضمنة معنى ( على ) .
نحو قوله تعالى ( إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك )(1) .
وقوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون )(2) .
ومنه قول الشاعر * :
بودك ما قومي على ما تركتِهمْ سُلَيْمى إذا هبت شَمال وريحها .
والمعنى : على ودك قومي ، و ( ما ) زائدة ، ومنه قول الآخر :
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب
والتقدير : على رأسه .
8 ـ وتضمن معنى ( في ) وتسمى باء الظرفية ، وتكون مع المعرفة .
نحو قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً )(3) .
وقوله تعالى ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار )(4) .
وتكون مع النكرة ، نحو قوله تعالى ( أنجيناهم بسحر )(5) .
ومنه قول الشاعر ** :
إن الرزية لا رزية مثلها أخواي إذ قتلا بيوم واحد
ـــــــــــــ
(1) آل عمران [75] (2) آل عمران [96] .
(3) البقرة [274] (4) القمر [43] .
(5) المطففين [30] .
* عمرو بن قميئة : هو عمرو بن قميئة بن ذريح اليشكري يلقب بالضائع ، حيث دخل بلاد الروم مع امرئ القيس فهلك فيها ، وهو من أقدم شعراء بكر المشهورين في الجاهلية .
** الشماخ : هو الشماخ بن ضرار بن سنان بن أمية بن سعد بن ذبيان ، وقيل هو ابن ضرار بن حرملة بن صيفي بن إياس بن ذبيان ، أحد شعراء الطبقة الثالثة الجاهلية ، أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم ، والشماخ لقبه ، وقيل اسمه معقل ، قال عنه ابن سلام " فأما الشماخ فكان شديد متون الشعر ، أشد أسر الكلام من لبيد ، وفيه كزازة ، ولبيد أسهل منه منطقا " .
الباء
وقول الآخر :
وهن وقوف ينتظرن قضاءه بضاحي غداة أمره وهو ضافر (1)
فالشاهد في البيتين ( بيوم ) أي في يوم ، وهو نكرة ، وقوله ( بضاحي ) أي في ضاحي ، وضاحي نكرة أيضاً .
9 ـ وتكون للمجاورة ، وهي المتضمنة معنى ( عن ) ، نحو قوله تعالى ( فاسأل به خبيراً )(2) ، وقوله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع )(3)، أي : عن عذاب واقع .
ومنه قول علقمة بن عبدة * :
فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب
وفي رواية ( خبير ) والمعنى : عن أدواء .
ومنه قول عنترة :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
أي : عما لم تعلمي .
10 ـ وتكون للمصاحبة ، وهي المتضمنة معنى ( مع ) وتسمى باء الحال .
نحو قوله تعالى ( وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به )(4) ، أي : مع الكفر .
وقوله تعالى ( قد جاءكم الرسول بالحق )(5) ، والمعنى : مع الحق .
ـــــــــــــــ
(1) الضاحي : الطاهر ، الضافر : الساكت التي لاجتر .
(2) الفرقان [59] (3) المعارج [10] .
(4) المائدة [61] (5) النساء [170] .
* علقمة بن عبدة : هو علقمة بن عبدة بن النعمان بن ناشرة بن قيس ينتهي نسبه إلى مضر بن نزار ، شاعر جاهلي مشهور جعله ابن سلام في الطبقة الرابعة الجاهلية ، وعرف بعلقمة الفحل ، وقد سمي بذلك لأنه خلف امرأة امرئ القيس لما حكمت له على امرئ القيس بأنه أشعر منه في وصف فرسه فغضب امرؤ القيس فطلقها ، فخلفه عليها علقمة .
الباء
ولباء المصاحبة علامتان إحداهما : أن يحسن في موضعها ( مع ) ، والثانية : أن تغني عنها وعن مصحوبها الحال .
فالتقدير في الآية الأولى قد خلوا كافرين ، وفي الآية الثانية محقاً . ومنه قوله تعالى ( واختلط به نبات الأرض )(1) ، أي : معه ، وقوله تعالى ( اهبط بسلام )(2) ، والتقدير : مع السلام أو مسلماً . ومنه قول الشاعر * :
داويته بالمحض حتى شتى يجتذب الآرى بالمرود
أي : مع المرود ، والمرود هي الوتد .
11 ـ وتأتي للغاية : وهي المتضمنة معنى ( إلى ) ، نحو قوله تعالى ( وقد أحسن بي )(3) ، أي : إلي .
12 ـ وتكون بمعنى ( من أجل ) ، نحو قوله تعالى ( ولم أكن بدعائك رب شقياً )(4) ، والتقدير : من أجل دعائك .
ومنه قول لبيد :
غلب تشذر بالذحول كأنها جن البدى رواسياً أقدامها
أي : من أجل الذحول .
13 ـ وتكون حرف جر للقسم .
نحو قوله تعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم )(5) .
ــــــــــــــ
(1) يونس [24] (2) هود [48] .
(3) يوسف [100] (4) مريم [4] (5) التوبة [62] .
* المثقب العبدي : هو عائذ بن محضن بن ثعلبه بن وائلة بن عدي ، أحد شعراء البحرين المشهورين ، وجعله ابن سلام في مقدمتهم ، وسمي المثقب لبيت قاله هو :
رددن تحية وكنن أخرى وثقبن الوصاوص للعيون
ويروى صدر البيت : " ظهرن بكلة وسدلن أخرى " أنظر المفضليات ص289 .
الباء
وهناك معان أخرى للباء ذكرها المفسرون والمحققون منها :
14 ـ إنها تكون بمعنى المقابلة أو باء الثمن ، وهي الباء التي تدخل في البيع أو المشترى ، نحو قوله تعالى ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة )(1) .
ومنه قوله تعالى ( اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً )(2) .
15 ـ وتكون للآلة ، نحو قوله تعالى ( فقلنا اضربوه ببعضها )(3) ، فالباء في ببعضها للآلة ، ومنه قوله تعالى ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )(4) .
قال أبو حيان في البحر المحيط : جعل الماء كأنه آلة يفتح بها (5) ، كما تقول فتحت الباب بالمفتاح .
16 ـ وتكون للملابسة ، نحو قوله تعالى ( فقد باء بغضب من الله )(6) .
فالباء في قوله ( بغضب ) للملابسة ، أي : متلبساً ومصحوباً بغضب .
ومنه قوله تعالى ( خلق السموات والأرض بالحق )(7) والمعنى خلقاً متلبساً بالحق .
ولا تخرج باء الملابسة عن كونها مع مجرورها متعلقة بمحذوف حال ، كما هو الأمر مع باء المصاحبة .
ثانياً : تأتي الباء حرف جر زائد ، وتزاد في المواضع الآتية :
1 ـ تزاد في فاعل كفى غالباً ، نحو قوله تعالى ( وكفى بالله شهيداً )(
.
وقوله تعالى ( كفى بالله وكيلاً )(9) .
ــــــــــــ
(1) يوسف [20] (2) التوبة [9] (3) البقرة [73] .
(4) القمر [11] (5) أنظر البحر المحيط ج8 ص173 .
(6) الأنفال [16] (7) التغابن [3] .
(
النساء [79] (9) الأحزاب [48] .
الباء
2 ـ في مفعول كفى ، وعلم ، وعرف ، ولقي ، ومد .
كقول المتنبي :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
ومنه قوله تعالى ( ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة )(1) .
3 ـ في فاعل فعل التعجب مع صيغة " أفعل به " .
كقوله تعالى ( أسمع بهم وأبصر )(2) ، ومنه قول ابن زيدون :
أكرم بولادة ذخر المدخر لو ميزت بين بيطار وعطار
4 ـ وتزاد في كلمة ( حسب ) ، نحو : بحسبك درهم .
كما تزاد في المبتدأ بعد إذا الفجائية ، نحو : خرجت فإذا بأخيك بالباب .
فالباء في ( بأخيك ) زائدة وأخيك مجرورة لفظاً مرفوعة محلاً لأنها مبتدأ ، وبالباب جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .
5 ـ تزاد في خبر ليس ، وما المشبه بها ، كقوله تعالى ( وأن الله ليس بظلام للعبيد )(3) ، ومنه قول الشاعر * :
ولست بصائم رمضان يوما ولست بآكل لحم الأضاحي
ومثال زيادتها في خبر ما المشبهة بليس قوله تعالى ( وما أنت بمعجزين في الأرض )(4) .
ــــــــــــــ
(1) البقرة [195] (2) مريم [38] .
(3) آل عمران [182] (4) العنكبوت [22] .
* الأخطل : هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو التغلبي ، ويكنى أبا مالك ، ولد بالحيرة بالعراق عام 19 هـ ونشأ بها على المسيحية ، واتصل بالأمويين في الشام فكان شاعرهم ، وهو من الطبقة الإسلامية الأولى ، اشتهر بنقائضه مع جرير والفرزدق ، شاعر مصقول الألفاظ حسن الديباجة ، معجب بأدبه ، كثير العناية بشعره ، يشبه من شعراء الجاهلية النابغة الذبياني ، توفي سنة 90 هـ .
الباء
ومنه قول الشاعر * :
ما كثرة الخيل العتاق بزائدي شرفاً ولا عدد السوام الضافي
6 ـ تزاد في التوكيد بالنفس والعين ، نحو : جاء القائد بنفسه ، ونحو : وصافحت الرئيس بعينه .
7 ـ تزاد في الحال المنفي عاملها ، نحو : ما رجعت بخائب .
ومنه قول الشاعر :
فما رجعت بخائبة ركاب حكيم بن المسيب منتهاها
8 ـ وتزاد في خبر كان المنفي ، كقول الأعشى :
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أشجع القوم أعجل
ـــــــــــــ
* أبو نواس : هو أبو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصياح الحكمي الشاعر المشهور ، ويكنى بأبي نواس ، أحد كبار الشعراء في العصر العباسي ، لقب بشاعر الخمرة ، ولد في البصرة سنة 136 هـ ، ودرس على أئمة اللغة ، ثم التحق ببلاط الرشيد في بغداد ، واتصل بالبرامكة ومدحهم ، كان واسع العلم كثير الحفظ ، قوي البديهة والارتجال ، يعد في طليعة الطبقة الأولى من المولدين ، توفي في بغداد سنة 198 هـ .
الباء
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( حتى يأتي الله بأمره ) .
حتى : حرف جر وغاية .
يأتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة في محل جر بحتى .
بأمره : جار ومجرور متعلقان بيأتي ، وأمر مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .
قال تعالى ( فاختلط به نبات الأرض ) .
فاختلط : الفاء حسب ما قبلها ، اختلط فعل ماض مبني على الفتح .
به : جار ومجرور متعلقان باختلط .
نبات : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
الأرض : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
قال الشاعر :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر .
بك : الباء حرف جر زائد ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لكفى .
داء : تمييز منصوب . وجملة كفى بك داء ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أن ترى : أن حرف مصدري ونصب ، ترى فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
وجملة أن ترى مصدر مؤول في محل رفع فاعل لكفى .
الموت : مفعول به أول لترى .
الباء
شافيا : مفعول به ثان .
وحسب : الواو حرف عطف ، حسب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
المنايا : مضاف إليه مجرور .
وجملة حسب مع خبره معطوفة على الجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أن يكن : أن حرف مصدري ونصب ، يكن فعل مضارع ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل مصب ، ونون النسوة في محل رفع اسمه .
أمانيا : خبر يكن منصوب والمصدر المؤول من أن يحن أمانيا في محل رفع خبر لحسب .
وجملة يكن أمانيا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ( أن ) الموصول الحرفي .
قال تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .
ولا : الواو حسب ما قبلها ، لا ناهية جازمة .
تلقوا : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
بأيديكم : الباء حرف جر زائد ، وأيدي اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به لتلقوا ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
إلى التهلكة : جار ومجرور متعلقان بتلقوا .
قال تعالى ( كفى بالله شهيداً ) .
كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر لا محل له من الإعراب .
الباء
بالله : الباء حرف جر زائد ، الله لفظ الجلالة مجرور لفظاً مرفوع محلاً فاعل لكفى .
شهيداً : تمييز منصوب ، وقيل حال ، والوجه الأول هو المعمول به .
قال تعالى ( وما أنتم بمؤمنين ) .
وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية تعمل عمل ليس .
أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم ما .
بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، مؤمنين خبر ما منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، ويجوز القول إنها مجرورة لفظاً ، وعلامة جرها الياء أيضاً في محل نصب .
بات بادئ بدء
بات
تأتي فعلاً ناقصاً من أخوات كان إذا أفادت اتصاف المبتدأ بالخبر وقت المبيت
( أي في الليل ) وهي تامة التصرف تستعمل في الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل ، نحو : بات الفائز فرحاً .
ومنه قول الشاعر :
أبيت نجيا للهموم كأنما خلال فراشي جمرة تتوهج
ومنه قوله تعالى ( والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً )(1) .
وبت صائماً ، وأفرحني بياتك صائماً .
وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها ( الفاعل ) ، وذلك إذا كانت بمعنى دخل في الليل أو نزل ليلاً ، نحو : بات الرجل في بيتنا .
ومنه قول امرئ القيس :
وبات وباتت له ليلة كليلة ذي العائر الأرمد
ومنه قولهم ( بات بالقوم ) أي : نزل بهم ليلاً .
بادئ بدء ، وبادئ ذي بدء
لفظ بمعنى أول شيء ، ويعرب ( بادئ ) حالاً منصوبة بالفتحة ، وأعربه بعضهم ظرفاً منصوباً بالفتحة ، وهو مضاف ( وبدء ) مضاف إليه . أو بادئ مضاف ( وذي ) مضاف إليه ، ( وذي ) مضاف ، ( وبدء ) مضاف إليه .
نحو : ذهبت إلى والدي بادئ ذي بدء ..
وكثيراً ما يستخدمه الكتاب في افتتاح كتاباتهم فيقولون : بادئ ذي بدء كذا وكذا .
ــــــــــــــ
(1) الفرقان [64] .
بئس
فعل ماض جامد لإنشاء الذم .
ولفاعله أربعة أحوال ، ثم يليه اسم مخصوص بالذم .
أحوال فاعل بئس
1 ـ يكون فاعل بئس معرفاً ( بأل ) ، نحو : بئس العمل الخيانة ، ومنه قوله تعالى
( فأوردهم النار وبئس الورد المورود )(1) .
2 ـ أن يكون مضافاً إلى المعرف ( بأل ) ، نحو : بئس صديق المرء الكاذب ، ومنه قوله تعالى ( ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين )(2) .
3 ـ أن يكون ( ما ) الموصولة ، نحو : بئس ما كانوا يخططون ، ومنه قوله تعالى
( ولبئس ما شروا به أنفسهم )(3) .
4 ـ أن يكون ضميراً مميزاً بنكرة مفسرة ، نحو : بئس وسيلة الكذب . أما الاسم المخصوص فيعرب مبتدأ مؤخراً ، وجملة الذم في محل رفع خبر مقدم ويجوز إعرابه خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هو .
ويجوز أيضاً إعرابه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير : بئس العمل الخيانة هي ، أما إذا تقدم المخصوص على جملة الذم فلا يعرب إلا مبتدأ والجملة بعده في محل رفع خبر ، نحو : الخيانة بئس العمل .
ــــــــــــــ
(1) هود [98] (2) آل عمران [151] .
(3) البقرة [102] .
بئس
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) .
ومأواهم : الواو للحال ، مأوى مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
النار : خبر مرفوع .
والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة ، والرابط الواو والضمير .
وبئس : الواو للاستئناف ، بئس فعل ماض مبني على الفتح فعل ذم .
مثوى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف .
الظالمين : مضاف إليه مجرور بالياء .
والمخصوص بالذم محذوف تقديره النار ، وهو إما مبتدأ مؤخر ، والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم ، أو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هي النار ، أو مبتدأ حذف خبره وتقديره : النار هي ، وهو وجه ضعيف .
" بئس وسيلة الكذب " .
بئس : فعل ماض لإنشاء الذم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
وسيلة : تمييز منصوب بالفتحة .
الكذب : مخصوص بالذم ، مبتدأ والجملة قبله في محل رفع خبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هو الكذب .
بجل
يأتي لعدد من الأوجه :
1 ـ حرف جواب بمعنى ( نعم ) لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وتكون تصديقاً للخبر وإعلاماً للمستخبر .
فمثال التصديق للخبر أن يقول لك شخص ( تفوقت في عملي ، فتقول له : بجل ) . ومثال الإعلام للمستخبر أن يقول لك شخص ( أأضرب زيداً ، فتقول له : بجل ) .
2 ـ اسم فعل مضارع بمعنى ( يكفي ) مبني على السكون .
تقول : بجلي درهمان ، أي : يكفيني درهمان .
ومنه قول الشاعر :
نحن بني ضبة أصحاب الجمل ردوا علينا شيخنا ثم بجل
3 ـ اسم بمعنى ( حسب ) وهذا هو المعنى الذي ذكره سيبويه ، حيث قال : وأما بجل بمنزلة حسب (1) .
ومنه قول طرفة بن العبد :
ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل
وقول لبيد :
فمتى أهلك فلا أحفله بجلي الآن من العيش بجل
وبناء على ما سبق إذا كانت ( بجل ) حرفاً أو اسم فعل فهي حرف مبني على السكون ، أما إذا كانت اسماً مرادفاً ( لحسب ) فه معربة (2) .
ــــــــــــــ
(1) أنظر الكتاب لسيبويه ج4 ص234 .
(2) أنظر اللسان مادة بجل .
بجل
نماذج من الإعراب
قال طرفة :
ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل
ألا : حرف استفتاح لا محل له من الإعراب .
إنني : حرف توكيد ونصب ، والياء في محل نصب اسمها .
أشربت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل .
أسود : مفعول به لأشربت .
حالكا : صفة لأسود منصوبة بالفتحة .
والجملة من الفعل ونائب الفاعل والمفعول به في محل رفع خبر إن .
والجملة من إنني ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
ألا : استفتاحية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
بجلي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وبجل مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
من الشراب : جار ومجرور متعلقان ببجل .
ألا : استفتاحية توكيد للأولى .
بجل : توكيد لفظي لبجل السابقة .
وخبر المبتدأ محذوف تقديره : شيء قليل التقدير كان من الشراب .
بخ
اسم فعل مضارع بمعنى ( استحسن ) ، وتستعمل غالباً مكررة منونة بالكسر ، وتكرر للمبالغة ، والأصل فيها البناء على السكون . أما إذا وصلت بما بعدها كان التنوين فيها حسن .
مثال مجيئها غير منونة قول الأعشى :
بين الأشج وبين قيس باذخ بخ بخ لوالده وللمولود
ومثال مجيئها منونة قول الشاعر * :
روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم
ـــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة في مصادره .
بد بدأ بدار برح
بد
لفظة تقترن غالباً بلا النافية للجنس ، وتعني ( مناص ) وتعرب اسماً للا.
نحو : مما لا بد منه .
بدأ
تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً بمعنى ( شرع ) وخبرها جملة فعلية فعلها مضارع غير مقترن ( بأن ) .
نحو : بدأت الريح تهب ، وبدأ الجنود يزحفون .
وتأتي فعلاً ماضياً تاماً إذا كان معناها مجرد البدء .
نحو : بدأ الفريقان في اللعب ، وبدأت العمل نشيطاً .
بدار
اسم فعل أمر معدول بمعنى ( أسرع ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
برح
تأتي فعلاً ناقصاً من أخوات كان تفيد الاستمرار ، وملازمة المبتدأ للخبر ، وتكون ناقصة الصرف ، إذ لا يتصرف منها إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل والمصدر : براح ، ويشترط لعمله أن يسبق بنفي سواء كان النفي حرفاً نحو : ما برح الجيش زاحفاً ، أو اسما نحو : محمد غير بارح متفوقاً ، أو فعلاً نحو : لست أبرح مجتهداً .
ويجوز حذف حرف النفي مع مضارع برح إذا كانت مسبوقة بقسم .
برح بس بطآن بضع
كقول امرئ القيس :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
والتقدير : يمين الله لا أبرح .
وتأتي فعلاً تاماً إذا كانت بمعنى ذهب أو فارق .
نحو : برح الألم من رأسي .
ومنه قوله تعالى ( لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً )(1) .
بس
اسم صوت لدعاء الغنم والإبل مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغالباً ما يكون مكرراً فنقول بس بس .
بطآن
اسم فعل ماض بمعنى ( أبطأ ) وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
بضع
لفظة من كنايات العدد ، تدل على عدد لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد عن تسعة وحكمها حكم العدد المفرد . نقول : جاء بضعة رجال ، ورأيت بضع نساء .
ومنه قوله تعالى ( فلبث في السجن بضع سنين )(2) .
ـــــــــــــ
(1) الكهف [60] (2) يوسف [42] .
بضع بعد
وتركب ( بضع ) كأي عدد مفرد ، فنقول : حضر بضعة عشر طالباً ، وتغيبت بضع عشرة طالبة ، ورأيت بضعاً وعشرين طالبة ، ومررت ببضعة وعرين طالباً .
ومنه الحديث الشريف " الإيمان بضع وستون شعبة " .
ولا تركب مع المائة والألف ، وتستعمل استعمال العدد ثمانية .
وقد خالف الجوهري فيما زاد على بضعة عشر ، فمنع أن يقال بضعة وعشرون إلى التسعين (1) ، ولكن ذلك مردود بالحديث الشريف السابق .
بعد
ظرف زمان مبهم يأتي معرباً ، ويأتي مبنياً .
أولاً : مواضع إعرابه :
1 ـ إذا أضيف لفظاً في حالة الجر .
كقوله تعالى ( من بعد ما جاءتهم البينات )(2) .
2 ـ إذا حذف المضاف إليه ، ونوى لفظه ومعناه .
نحو : دخل التلاميذ ودخل المعلم بعد ، أو من بعد .
والتقدير : بعدهم أو من بعدهم .
3 ـ يعرب ظرفاً منصوباً إذا انقطع عن الإضافة ويكون منوناً .
نحو : ما ضره أن يأتي قبلاً أو بعداً .
ــــــــــــــ
(1) أنظر قصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص339 .
(2) النساء [153] .
بعد بعض
ثانياً : ويبنى على الضم في حالة واحدة ، وذلك إذا انقطع عن الإضافة لفظاً ونوى معناه لفظه ، كقوله تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد )(1) .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( من بعد ما جاءتهم البينات ) .
من بعد : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلها ، أو متعلقان بمحذوف صفة إلها المقدر .
ما جاءتهم : ما مصدرية ، جاء فعل ماض ، والضمير في محل نصب مفعول به .
البينات : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية المؤولة من ما والفعل بعدها في محل جر بإضافة بعد إليها .
قال تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) .
لله : لفظ الجلالة جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
الأمر : مبتدأ مؤخر .
من قبل : من حرف جر ، قبل ظرف زمان مبني على الضم في محل جر .
ومن بعد : الواو للعطف ، من حرف جر ، بعد ظرف زمان مبني على الضم في محل جر ، وشبه الجملة معطوف على شبه الجملة السابق .
بعض
اسم معرفة لا توصف ولا يوصف بها (2) تفيد البعضية ، وهو اقتضاء الشيء المبعض (3) نحو : جاء بعض الطلبة ، أي أن المجيء استغرق عدداً من الطلبة وليس جميعهم .
ـــــــــــــــ
(1) الروم [4] (2) أنظر الكتاب لسيبويه ج2 ص114 .
(3) أنظر المفصل لابن يعش ج2 ص129 .
بعض
وهي من الأسماء الملازمة للإضافة إلى المفرد ، وإذا انقطعت عن الإضافة اللفظية ثبتت لها الإضافة المعنوية . ومثال ملازمتها للإضافة اللفظية قوله
تعالى ( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً )(1) .
ومثال الإضافة المعنوية قوله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )(2) .
ومنه قول المتنبي وقد اجتمعت فيه الإضافة اللفظية والمعنوية معاً :
يصيب ببعضه أفواق بعض فلولا الكسر لاتصلت قضيباً
وعند قطع ( ببعض ) عن الإضافة اللفظية يقدر بعدها ضمير يعرب مضافاً إليه ، ويكون خبرها مفرداً منصوباً (3) ويعني بخبرها : الحال .
نحو : مررت ببعض قائماً ، وببعض جالساً . والتقدير : مررت ببعضهم
قائماً ، فأعربت قائماً حال ، وأخبرنا بها عن بعض المنقطعة من الإضافة .
وتكتسب ( بعض ) التأنيث من إضافتها للمؤنث لأنها جزء منه (4) .
كقوله تعالى ( يلتقطه بعض السيارة )(5) .
ومنه قول الشاعر " جرير " :
إذا بعض السنين تعرقتنا كفى الأيتام فقد أبى اليتيم
ــــــــــــــ
(1) الحجرات [12] .
(2) البقرة [252] .
(3) راجع الكتاب لسيبويه ج2 ص115 .
(4) راجع الكتاب لسيبويه ج1 ص51 .
(5) يوسف [10] .
بعض
وتعرب بعض بحسب موقعها من الكلام عند إضافتها لفظاً .
فتأتي فاعلاً ، نحو : جاء بعض القوم .
ومنه قوله تعالى ( ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً )(1) .
وقوله تعالى ( وإذا خلا بعضهم إلى بعض )(2) .
وتأتي مفعولاً به ، كقوله تعالى ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعضهم )(3) .
ومنه قول المتنبي :
ولعلي مؤمل بعض ما أبلغ باللطف من عزيز حميد
وتأتي مبتدأ ، كقوله تعالى ( بعضهن أولى ببعض )(4) .
ومنه قول المتنبي :
تلاك وبعض الغيث يتبع بعضه من الشام يتلو الحاذق المتعلم
وتأتي اسماً لكان الناقصة ، نحو قوله تعالى ( ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً )(5) .
واسماً مجروراً ، كقوله تعالى ( ونفضل بعضها على بعض في الأكل )(6) .
ونائباً عن المفعول المطلق إذا أضيفت للمصدر ، نحو : ساعدته بعض المساعدة .
ونائبه عن الظرف ، كقوله تعالى ( لثبت يوماً أو بعض يوم )(7) .
كما تأتي بدلاً ، نحو قوله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض )(
.
ــــــــــــــ
(1) آل عمران [64] (2) البقرة [76] .
(2) الكهف [19] (4) المائدة [51] .
(5) الإسراء [88] (6) الرعد [4] .
(7) البقرة [259] (
الحج [40] .
بغتة بُكرة
بغتة
حال نكرة منصوبة بمعنى ( المفاجأة ) .
نحو : طلع علينا بغتة ، ومنه قوله تعالى ( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة )(1) .
وقيل إنها مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : تبغتهم بغتة .
والوجه الأول أحسن .
بُكرة
ظرف زمان منصوب بالفتحة بمعنى غدوة أو باكراً ، نحو : أتيت المدرسة بكرة .
ومنه قوله تعالى ( وسبحوه بكرة وأصيلاً )(2) .
وإذا أردنا بكرة يوماً معييناً استعملناه ممنوعاً من الصرف من أجل التأنيث .
فنقول : زرتك بكرةَ ، بنصب بكرة دون تنوين .
ويأتي ظرفاً متصرفاً فيعرب حسب موقعه من الجملة .
نحو : سير عليه بكرةُ ، برفع بكرة لأنها نائب عن الفاعل .
ونحو : كانت بكرةٌ الثلاثاء مؤلمة ، برفع بكرة لأنها اسم كان .
ــــــــــــــ
(1) الأنعام [31] (2) الأحزاب [70] .
بل
1 ـ حرف ابتداء يفيد الإضراب عما قبله ويجعله لما بعده ، نحو : احفظ الدرس بل استظهره ، ومنه قوله تعالى ( أم يقولون به جُنة بل جاءهم بالحق )(1) .
وقوله تعالى ( قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى ، بل تؤثرون الحياة الدنيا )(2) .
2 ـ إذا سبقها نفي ، نحو : ما جاء محمد بل خالد . أو نهي ، نحو : لا تضرب محمداً بل خالداً . كانت لتقرير حكم الأول وجهله ضده لما بعدها ، وهي حينئذ حرف عطف ، ومن شروطها أن يليها مفرد ، نحو قوله تعالى ( بل هم في شك منها بل هم عنها عمون )(3) .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا ) .
قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أفلح : فعل ماض مبني على الفتح .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .
وجملة قد أفلح ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
تزكى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
وذكر : الواو للعطف ، ذكر فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة تزكى صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
اسم : مفعول به ، وهو مضاف .
ــــــــــــــ
(1) المؤمنون [70] (2) الأعلى [14] .
(3) النمل [66] .
بل
ربه : رب مضاف إليه ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
وجملة ذكر ... إلخ معطوفة على جملة الصلة لا محل لها من الإعراب .
فصلى : الفاء حرف عطف ، صلى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
وجملة فصلى معطوفة على جملة " وذكر " ، لا محل لها من الإعراب .
بل : حرف إضراب لا عمل له .
تؤثرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة فاعله .
الحياة : مفعول به .
الدنيا : صفة للحياة .
وجملة تؤثرون ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
" ما جاء محمد بل خالد " .
ما : نافية لا عمل لها .
جاء : فعل ماض مبني على الفتح .
محمد : فاعل مرفوع بالضمة .
بل : حرف إضراب وعطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
خالد : معطوف على محمد مرفوع مثله .
بله
1 ـ اسم فعل أمر بمعنى ( دع ) مبني على الفتح ، والاسم بعده منصوب على المفعولية وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
نحو : بله محمداً .
2 ـ مصدر بمعنى ( الترك ) منصوب على المفعولية المطلقة ، والاسم بعدها مجرور بالإضافة ، نحو : بله محمدٍ .
3 ـ اسم مرادف لكيف في محل رفع خبر ، والاسم بعدها مرفوع على الابتداء .
نحو : بله محمدٌ .
وقد روي البيت التالي بالأوجه الثلاثة ( النصب والجر والرفع )(1) .
قال الشاعر * :
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكف كأنها لم تخلق
ومنه قول ابن هرمة :
تمشي العطوف إذا غنى الحداة بها مشي الجواد فبله الجلة النجبا
ــــــــــــ
(1) راجع المنهاج في القواعد والإعراب لمحمد الأنطاكي ص228 ، وأنظر شذور الذهب لابن هشام ص400 .
* كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري : هو أبو عبد الله كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن الكعب الخزرجي الأنصاري ، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في خلافة علي بن أبي طالب بعد أن كف بصره ، وهو أحد السبعين الذين بايعوا بالعقبة وشهد المشاهد كلها إلا بدراً .
بله
نماذج من الإعراب
قال الشاعر :
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكف كأنها لم تخلق
تذر : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السيوف .
الجماجم : مفعول به منصوب بالفتحة .
ضاحيا : حال من الجماجم .
هاماتها : فاعل لاسم الفاعل ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بله : اسم فعل أمر بمعنى ( دع ) مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
الأكف : مفعول به منصوب بالفتحة .
أو بله : مفعول مطلق لفعل محذوف ، وهو مضاف .
الأكف : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
أو بله : اسم استفهام بمعنى ( كيف ) مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .
الأكف : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .وهذه هي الأوجه الثلاثة في ( بله الأكف ) .
كأنها : كان حرف مشبه بالفعل ، والهاء في محل نصب اسمها .
لم تخلق : حرف نفي وجزم وقلب ، تخلق فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الرؤوس .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر كان .
بلى
حرف جواب للإيجاب يجاب به عن الاستفهام المنفي ، ولا يستعمل غيرها .
كقوله تعالى ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )(1) .
وقوله تعالى ( أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )(2) .
ومنه قول أبي فراس :
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر
ومن ثم فلا تقول لمن قال قام زيد : بلى ، لأنه موضع نعم لا موضع بلى ، لأن بلى إيجاب لنفي مجرد ، كقولك بلى لمن قال : ما قام زيد .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) .
وأشهدهم : الواو عاطفة ، أشهد فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والضمير في محل نصب مفعول به .
على أنفسهم : جار ومجرور متعلقان بأشهد ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
ألست : الهمزة للاستفهام ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
لست : فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير المتكلم في محل رفع اسمها .
ــــــــــــــ
(1) الأعراف [172] (2) البقرة [260] .
بلى بيد
بربكم : الباء حرف جر زائد ، رب : لفظ الجلالة مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ليس ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
بلى : حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .
بيد
أولاً : اسم منصوب على الاستثناء بمعنى ( غير ) وهو ملازم الإضافة إلى ( أنّ ) ومعموليها ، نحو : هو زكي بيد أنه مهمل .
ومنه قول الشاعر * :
وبيد أنّا على الإساءة والكفران نرجو لحسن عفو الإله
وبيد في هذا الموضع تكون للمستثنى المنقطع (1) .
ـــــــــــــ
(1) راجع مغني اللبيب لابن هشام ج1 ص114 .
* النواس : أنظر ترجمته ص200 ، أبو نواس : أبو الحسن بن هانئ .
بيد
ومنه أيضاً قول الشاعر * :
بيد أن الله قد فضلكم فوق من أحكأ صلباً بازار
ومنه الحديث الشريف " نحن الآخرون السابقون ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا " .
ثانياً : تأتي بيد بمعنى ( من أجل ) كقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش " .
والتقدير : من أجل أني من قريش .
ولكن بيد بهذا المعنى مختلف فيها ، ويقال إنها لم تخرج عن كونها بمعنى
( غير ) والله أعلم .
نماذج من الإعراب
قال الشاعر :
وبيد أنّا على الإساءة والكفران نرجو لحسن عفو الإله
وبيد : الواو حسب ما قبلها ، بيد : اسم منصوب على الاستثناء ، وهو مضاف .
ــــــــــــــ
* عدي بن زيد : هو عدي بن حماد بن زيد بن أيوب ، ينتهي نسبه إلى نزار ، ويكنى أبا عمير النصراني العبادي ، شاعر فصيح من شعراء الجاهلية ، سكن الحيرة ودخل الأرياف فثقل لسانه ولا يعد شعره حجة ، كان كاتباً لكسرى ، وكان كسرى يحبه ويكرمه ، فهو أنبل أهل الحيرة وأجودهم منزلة ، ولو أراد أن يملكوه لملكوه ، ولكنه كان يؤثر الصيد والهوى على
الملك ، وقد حبسه النعمان بن المنذر ثم قتله ، وقيل مات في سجنه بالطاعون .
بيد بين
أنا : أن حرف مشبه بالفعل ، ونا المتكلمين في محل نصب اسمها .
على الإساءة : جار ومجرور متعلقان بنرجو الآتي .
والكفران : الواو للعطف ، الكفران : معطوف على الإساءة مجرور .
نرجو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن . والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن .
والجملة الاسمية من إن واسمها وخبرها في محل جر بالإضافة إلى بيد .
لحسن : اللام حرف جر زائد ، حسن اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به لنرجو ، وهو مضاف .
عفو الإله : عفو مضاف إليه ، وعفو مضاف ، والإله مضاف إليه .
بين
1 ـ ظرف مكان إذ أضيف إلى اسم مكان ، وهو ملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة .
كقوله تعالى ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )(1) .
وقوله تعالى ( فالله يحكم بينكم يوم القيامة )(2) .
ــــــــــــــ
(1) البقرة [164] (2) النساء [121] .
بين بين بين
2 ـ ظرف زمان إذا أضيف إلى اسم زمان ، وهو ملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة ، نحو : انتظرتك بين المغرب والعشاء .
3 ـ يأتي اسماً مجروراً إذا سبقه حرف جر .
كقوله تعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه )(1) .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) .
والسحاب : الواو للعطف ، السحاب : معطوف على الرياح قبلها مجرور .
المسخر : صفة مجرورة للسحاب .
بين : ظرف مكان منصوب بالفتحة ، متعلق بالمسخر ، لأنه اسم مفعول ، أو متعلق بمحذوف خال من نائب الفاعل المستتر في مسخر ، وبين مضاف .
السماء : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والأرض : معطوف على السماء مجرورة مثلها .
بين بين
لفظ مركب مبني على فتح الجزئين بمعنى ( الوسط ) ويكون في المواضع الإعرابية الآتية :
1 ـ في محل نصب متعلق بمحذوف حال ، نحو : فهمت الدرس بين بين .
2 ـ ظرف متعلق بالخبر ، نحو : الأمر بين بين .
ـــــــــــــــ
(1) فصلت [43] .
بينا بينما
بينا
ظرف زمان ملازم للجملة ، وأصله ( بين ) زيدت فيها ( الألف ) ، وهو مبني على الفتح في محل نصب .
نحو : بينا كنت أسير قابلني صديقي .
بينما
ظرف زمان ملازم للجملة ، وأصله ( بين ) زيدت فيه ( ما ) ، مبني على الفتح في محل نصب .
نحو : بينما نسير في الطريق أبصرنا رجلاً ضريراً .
نماذج من الإعراب
" بينما نسير في الطريق أبصرنا رجلاً ضريراً " .
بينما : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالفعل بعده وهو مضاف .
نسير : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .
في الطريق : جار ومجرور متعلقان بنسير .
والجملة الفعلية نسير في الطريق في محل جر مضاف إليه .
أبصرنا : فعل وفاعل . رجلاً : مفعول به . ضريراً : صفة منصوبة .